تقع مدينة حيفا على كتف جبل الكرمل المهيب وعلى امتداد شاطئ خليج حيفا (المسمى أيضا بخليج عكا نسبة إلى المدينة المطلة على حيفا من شمال) الذي يعد البوابة الشرقية إلى البحر الأبيض المتوسط. ولا يزال أهاليها يطلق عليها لقب « عروس البحر ». يعود تأريخ مدينة حيفا إلى أيام الكتاب المقدس، حسبما تبين من العثور على أطلال تجمع سكاني قديم، يحتوي على مناء صغير، يعود تأسيسهما إلى أواخر العصر البرونزي، أي في القرن الـ14 قبل الميلاد. ولمدة فترة طويلة عبر التأريخ كانت حيفا من أهم المدن الواقعة على مسار الطريق البحرية القديمة الواصلة بين أوروبا، إفريقيا وآسيا، والمعروفة باسمها اللاتيني « ڤِيَا مَارِس » (Via Maris).
أما اليوم فتعتبر حيفا أكبر مدن الشمال الإسرائيلي وثالث المدنلإسرائيلية حجمـًا، وهي المركز الإقليمي لمحافظة الشمال الإسرائيلية (« محوز هَتْسافون »). يكون مناؤها أكبر الموانئ الموجودة على السواحل الإسرائيلية، وتبعد نحو 90 كم عن مطار بن غوريون الدولي (الذي يُعرف كذلك باسْميْ « مطار تل أبيب » و« مطار اللد »).
يبلغ عدد سكان حيفا 264900 نسمة على الأقل، وتتميز بتنوعها السكاني، حيث يقطنها يهود وعرب، من أبناء ديانات اليهودية والإسلام والمسيحية، وكذلك أبناء طوائف دينية أخرى، ويوجد فيها مركز الطائفة البهائية العالمي الذي أعلنته منظمة يونسكوموقع تراث عالمي. واتخذت مؤسستان أكاديمييتان رفيعتا السمعة مدينة حيفا مقرا لهما، وهما جامعة حيفا والتخنيون (المعهد التقني الإسرائيلي).
تتجزأ المدينة إلى ثلاث طبقات ارتفاع: البلدة التحتى، وهي المركز التجاري والصناعي، والتي تضم الميناء، الطبقة الوسطى التي تمتد على منحدر جبل الكرمل وتضم الأحياء السكنية الأقدم، أما الضواحي العليا فتضم الأحياء الحديثة المشرفة على عموم المدينة. من هذا الارتفاع يمكن الإشراف باتجاه الشمال على كافة أنحاء الجليل الغربي حتى رأس الناقورة على الحدود اللبنانية. وكذلك يمكن توجيه النظر إلى الشمال الشرقي حيث يمكن أحيانا رؤية جبل الشيخ.
في 2011 تحتفل حيفا بمرور 250 عاما على تأسيس المدينة العصرية. في 1761 هدم الشيخ ظاهر العمر، حاكم عكا والجليل البدوي الأصل، حيفا القديمة وأعاد بناءها محاطة بسور على بعد ما من موقعها الأصلي. يعتبر هذا الحدث التأريخي موعد تأسيس حيفا العصرية (المزيد من التفاصيل في موقع جمعية التطوير الاجتماعي - حيفا).
تستضيف حيفا العشرات من المهرجانات الثقافية والفنية كل سنة، وبخصوص مهرجانات تشيد بتنوع المدينة السكاني وتعايش سكانها المنتمين إلى ديانات وطوائف مختلفة بسلام. أما الموقع المقترح للمؤتمر فهو « أوديتوريوم حيفا » المقام فيه منذ 26 عاما مهرجان حيفا الدولي للأفلام السنمائية.